عمت شبه الجزيرة الكورية حالة من الإثارة بعد الإعلان عن إقامة مباريات ودية لكرة السلة بين الكوريتين، حيث إنها الأولى من نوعها منذ 15 عاما. المباريات عقدت في نادي "ريو كيونغ تشونغ جو يونغ" للألعاب الرياضية في بيونغ يانغ يومي الأربعاء والخميس. عن أهمية هذا الحدث الرياضي يتحدث إلينا البروفسور "كيم يونغ هيون" من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "دونغ كوك".
البروفسور "كيم يونغ هيون 김용현" من قسم الدراسات الكورية الشمالية في جامعة "دونغ كوك":
في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ هذا العام، شكلت الكوريتان فريقا موحدا في منافسات هوكي الجليد النسائي. هذه المرة، أجرى الفريقان مباريات ودية لكرة السلة في بيونغ يانغ. من المؤكد أن هذا الحدث الرياضي النادر بين الكوريتين، وخاصة أنه يعقد في كوريا الشمالية، هو تطور يجد الترحيب. وزير التوحيد الكوري الجنوبي "تشو ميونغ كيون" قال إنه مضى وقت طويل منذ قيام وفد رياضي كوري جنوبي بزيارة لكوريا الشمالية. ومن المأمول أن يؤدي هذا الحدث المهم للغاية إلى تحسين سير العلاقات بين الكوريتين، فضلا عن المناقشات الجارية حول نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية.
شاركت فرق نسائية ورجالية تضم مزيجا من الرياضيين من الكوريتين في تلك المباريات، حيث شكل اللاعبون من الجانبين فريقين مختلطين، تحت اسم "فريق السلام" و"فريق الازدهار". وقد حظي أداؤهم المتناغم بهتافات حماسية من المشاهدين الكوريين الشماليين الذين احتشدوا في صالة الألعاب الرياضية. وكان الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" هو الذي اقترح إجراء مباريات ودية في كرة السلة بين الكوريتين، خلال قمته مع الرئيس "مون جيه إين" في شهر أبريل الماضي.
البروفسور "كيم يونغ هيون 김용현":
خلال القمة بين الكوريتين، اقترح الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" إقامة مباريات كرة قدم ودية، في حين اقترح الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" مباريات لكرة السلة. وقد احترم الجانب الكوري الجنوبي رأي "كيم" واختار في النهاية إقامة مباريات في كرة السلة. ومن المعروف أن "كيم" مشجع كبير لكرة السلة. وتشير بعض التقارير إلى أنه لعب هذه الرياضة في كثير من الأحيان عندما كان في سن المراهقة. أعتقد أن الكوريتين تعتزمان توسيع التبادلات الرياضية خاصة في في كرة السلة، في المستقبل.
وكانت الكوريتان قد عقدتا محادثات رياضية، ضمن إجراءات متابعة إعلان "بان مون جوم" الصادر في ختام القمة بينهما في شهر أبريل، واتفقتا على عقد مباريات ودية لكرة السلة ابتداء من يوم 4 يوليو.
البروفسور "كيم يونغ هيون 김용현":
كان إعلان 4 يوليو الصادر في عام 1972 أول إعلان مشترك بين الكوريتين. في الشهر الماضي، وافقت سيول وبيونغ يانغ على عقد مباريات ودية لكرة السلة يوم 4 يوليو تكريما لذلك الإعلان التاريخي المهم، الذي حدد ثلاثة مبادئ للتوحيد، وهي: الاستقلال، والسلام، والوحدة الوطنية. أعتقد أن الجانبين نظرا في الأهمية التاريخية لذلك اليوم عند تحديد موعد الحدث الرياضي.
ويؤكد التاريخ أن التبادلات الرياضية تمكنت من جمع الكوريتين معاً، كما مثلت أكثر من مجرد ممارسة ألعاب رياضية.
البروفسور "كيم يونغ هيون 김용현":
عندما عانت العلاقات بين الكوريتين من جمود سياسي، فإن التبادلات الرياضية غالباً ما كانت تذيبه. فمن خلال الأحداث الرياضية، بما في ذلك كرة القدم وكرة السلة، تعمقت علاقات الكوريتين، وتمكنتا من تغيير المناخ السياسي. أعتقد أنه بالنسبة للكوريتين، ربما تكون التبادلات الرياضية واحدة من أكثر الطرق المثالية لتخفيف التوتر السياسي وتخفيف المزاج الدبلوماسي الحاد في شبه الجزيرة الكورية المقسمة.
والآن يتابع الكثيرون باهتمام الكيفية التي يتوقع أن تتطور بها العلاقات بين الكوريتين بعد إقامة مباريات كرة السلة هذا الأسبوع في بيونغ يانغ.
البروفسور "كيم يونغ هيون 김용현":
تعتزم الكوريتان إيفاد فريق مشترك في ثلاث رياضات، إلى دورة الألعاب الآسيوية التي ستقام في إندونيسيا في شهر أغسطس القادم. وبالإضافة إلى التبادلات الرياضية، يقوم الجانبان بمختلف الاستعدادات لعقد جولة من جولات لم شمل الاسر المشتتة، والتي من المقرر أن تعقد في الفترة من 20 إلى 26 أغسطس. كما أجرتا محادثات عسكرية على مستوى لواء لمناقشة سبل تخفيف التوتر عبر الحدود. بدون أدنى شك، فإن سلسلة المحادثات والتبادلات هذه تبشر بالخير للعلاقات الشاملة بين الكوريتين، والتي نأمل أن تحقق العديد من النتائج الإيجابية خلال هذا الصيف.
ومن جانبنا نأمل أن يعزز هذا النشاط الإيجابي في التبادلات الرياضية بين الكوريتين، الجهود المبذولة حاليا لتحقيق السلام والأمن في منطقة شمال شرق آسيا.
