KBS WORLD Radio
الحاضر والمستقبل
Untitled Document
القضية النووية
الكورية الشمالية
شبه الجزيرة
الكورية والعالم
كوريا الشمالية
اليوم
موضوعات كورية
شمالية عامة
الأسئلة الشائعة
    الحاضر والمستقبل
القمة التاريخية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة
2018-06-14    
 
اندلعت الحرب الكورية في عام 1950، وتم التوقيع على اتفاقية الهدنة في عام 1953، وبدأت الأزمة النووية الكورية الشمالية في التفاقم خلال فترة التسعينيات من القرن الماضي. ومن أجل وضع نهاية للمواجهة المستمرة خلال تلك الفترة الطويلة، عقدت كوريا الشمالية والولايات المتحدة أول قمة بينهما في فندق كابيلا في جزيرة سنتوسا في سنغافوره في صباح يوم 12 يونيو. وظهر الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب " والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ اون"، وهما يسيران على سجادة حمراء في مكان الاجتماع الذي اصطفت فيه أعلام البلدين. معنا الآن "أوه كيونغ صوب" الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني، للتعليق.

"أوه كيونغ صوب 오경섭" الباحث في المعهد الكوري للتوحيد الوطني:
كان اللقاء بين "كيم" و"ترامب" في أثناء جلسة التصوير مدهشا. تبادل القائدان مصافحة تاريخية هي الأولى على خلفية صف متناوب من أعلام كوريا الشمالية والولايات المتحدة. يرمز المشهد في حد ذاته إلى نهاية العداوة المستمرة منذ 70 عاما، كما يثير التوقعات بأن المناقشات الثنائية حول نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية وتطبيع العلاقات وإقرار السلام سوف تسير بسلاسة في المستقبل.



أعرب القائدان عن توقعاتهما بعقد قمة ناجحة، واعترف "كيم" على وجه الخصوص بوجود صعوبات حتى تم عقد القمة، لكنه قال إنه تم التغلب على تلك العقبات.

"كيم جونغ أون": كان الماضي يكبلنا وغطت الأحكام المسبقة والممارسات القديمة أعيننا وآذاننا. لكننا تمكنا من التغلب عليها جميعا، ونحن هنا اليوم.



أعرب "كيم" عن أمله في أن تسفر القمة التي تم التوصل إليها بشق الأنفس عن نتيجة جيدة. البروفسور "نام صونغ أوك" أستاذ الدبلوماسية والأمن في جامعة كوريا، يعلق على ذلك.

"نام صونغ أوك 남성욱" أستاذ الدبلوماسية والأمن في جامعة كوريا:
أصف القمة بأنها مفاجأة مدهشة في فيلم خيالي سريالي. فقد مضت كوريا الشمالية قدما في تجربتها النووية السادسة في 3 سبتمبر من العام الماضي وأطلقت صاروخا باليستيا عابرا للقارات في يوم 29 نوفمبر. وسرعان ما وصل التوتر بين بيونغ يانغ وواشنطن إلى نقطة الاشتعال. لكن خلال خطاب العام الجديد في الأول من يناير هذا العام، أعرب "كيم جونغ أون" عن اعتزامه إرسال وفد إلى دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ المقرر عقدها في كوريا الجنوبية. وقام وفد من المبعوثين الخاصين من كوريا الجنوبية بزيارة لبيونغ يانغ يوم 5 مارس للالتقاء بـ"كيم"، ثم قبل "ترامب" دعوة زعيم كوريا الشمالية للاجتماع.



كما أوضح البروفسور "نام" شهدت العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة العديد من التقلبات والانعطافات.

"ترامب": إذا اضطرت بلادنا إلى الدفاع عن نفسها وحلفائها، فلن يكون أمامنا خيار سوى تدمير كوريا الشمالية بالكامل. "الرجل الصاروخ" في مهمة انتحارية لنفسه ولنظامه.



فى خطاب ألقاه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، قال "ترامب" إن الولايات المتحدة يمكن أن تدمر كوريا الشمالية تماما من أجل الدفاع عن نفسها وحلفائها. وفي الواقع، بدأت الحرب الكلامية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة حتى قبل تنصيب "ترامب" يوم 20 يناير 2017. وبعد التجربة النووية السادسة التي أجرتها بيونغ يانغ في سبتمبر الماضي، أرسل" ترامب" تحذيرا قويا إلى بيونغ يانغ، مستخدمًا تعبير "التدمير الكامل"، ومن ثم ردت كوريا الشمالية أيضاً بخطاب أقوى وتصاعد النزاع بين البلدين. لكن هذا الوضع تحول في أعقاب دورة بيونغ تشانغ في فبراير.

"جونغ أوي يونغ": عرضنا أمل الزعيم كيم في مقابلة الرئيس ترامب في أقرب وقت ممكن. وقد أعرب الرئيس ترامب عن امتنانه على إيصال الرسالة وقال إنه سوف يجتمع مع كيم قريبا لتحقيق نزع السلاح النووي.



جاء قبول "ترامب" لعرض "كيم" بعقد القمة، بعد زيارة وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" السرية إلى كوريا الشمالية في نهاية مارس، والقمة بين الكوريتين يوم 27 أبريل. وأدت زيارة "بومبيو" الثانية إلى كوريا الشمالية في العاشر من مايو إلى الإفراج عن ثلاثة معتقلين أمريكيين في كوريا الشمالية، ثم أعلن "ترامب" عن أن القمة ستعقد في سنغافوره يوم 12 يونيو. لكن ظهرت مشكلة غير متوقعة، حيث عبرت بيونغ يانغ عن اعتراضها على التدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، ثم أعلن "ترامب" أنه سوف يلغي القمة بسبب لهجة العداء من قبل كوريا الشمالية. ومن جانبه سعى الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" لإنقاذ الموقف من خلال عقد قمة ثانية مع الزعيم الكوري الشمالي يوم 26 مايو، وبعدها عقدت القمة بالفعل في موعدها المقرر.

"ترامب": أشعر حقا بأن الأمور رائعة. سوف نجري نقاشا عظيما وأعتقد أننا سنحرز نجاحا هائلا.



كان "ترامب" على ثقة من نجاح القمة حتى قبل بدء المحادثات. بدأ "ترامب" و"كيم" اجتماعا ثنائيا في البداية، ثم عقدت مباحثات قمة موسعة استغرقت 100 دقيقة وحضرها ثلاثة مساعدين من كل جانب. وبعد اختتام المباحثات أعرب "ترامب " عن رضائه.

"ترامب": عقدنا اجتماعا رائعا حقا، وأحرزنا الكثير من التقدم، وكان الاجتماع إيجابيا للغاية. أعتقد أنه أفضل مما توقعه أي شخص.



وبعد اختتام المحادثات والمشاركة في مأدبة غداء، وقع الجانبان على بيان مشترك، وأدلى "كيم" بتصريحات قال فيها.

"كيم جونغ أون": سوف يشهد العالم تغيرا كبيرا. أود أن أعرب عن امتناني للرئيس "ترامب" لعقد هذا الاجتماع.



في البيان المشترك المكون من أربع نقاط، وافق "كيم" على إخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية بالكامل، بينما تعهد "ترامب" بتقديم ضمانات أمنية لكوريا الشمالية. كما التزم الجانبان بإقامة علاقات ثنائية جديدة، واتفقا على استعادة رفات الجنود الذين شاركوا في الحرب الكورية.

"أوه كيونغ صوب 오경섭":
بموجب الاتفاقية، تطالب الولايات المتحدة بنزع السلاح النووي الكامل لكوريا الشمالية، بينما تطلب كوريا الشمالية في المقابل توفير ضمانات أمنية لنظامها. في الأساس، بيونغ يانغ تطالب بأن ينهي الطرفان علاقات العداء بينهما وأن يقيما علاقات دبلوماسية حتى يتمكنا من السعي إلى نزع السلاح النووي. وفي القمة، أكد الجانبان المهام التي ينبغي عليهما إنجازها من أجل حل قضية نزع السلاح النووي. ويقول البيان أيضا إنه سوف تكون هناك مفاوضات متابعة بقيادة وزير الخارجية الأمريكي ومسؤول كوري شمالي رفيع المستوى من أجل تنفيذ نتائج القمة. مع أخذ هذه الأمور في الحسبان، فإن البيان المشترك يحمل أهمية كبيرة.



ورغم أهمية ما جاء في البيان المشترك، إلا أنه لم يتضمن طلب الولايات المتحدة بأن يتم "نزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه"، وبدلا من ذلك، وردت عبارة "نزع السلاح النووي الكامل".

"نام صونغ أوك 남성욱":
أعتقد أن موقف كوريا الشمالية ينعكس في الاتفاق. فقد ذكر "بومبيو" عبارة "نزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه" قبل القمة مباشرة، واستخدم ترامب كلمة "رائع" بعد القمة. لذلك، توقع الكثيرون أن يتضمن البيان المشترك طلب واشنطن الثابت فيما يتصل بهذا الموضوع، لكن أتضح أن البيان كان مجرد تكرار لإعلان "بان مون جوم" الذي صدر في ختام القمة بين الكوريتين في أواخر أبريل. أعتقد أن كوريا الشمالية تمسكت بمبدأها، وقدمت الولايات المتحدة تنازلاً إلى بيونغ يانغ في هذا الجزء.



ويقول المراقبون إن استخدام عبارة "نزع السلاح النووي الكامل" يعتبر تنازلا من جانب واشنطن من أجل التوصل إلى اتفاق مع كوريا الشمالية. لكن ترامب قال خلال مؤتمر صحفي بعد القمة إنه لا داعي للقلق في هذا الشأن.

"ترامب": لقد وقعنا أنا والزعيم "كيم" على بيان مشترك أكد فيه من جديد على التزامه الثابت بإخلاء شبه الجزيرة الكورية من الأسلحة النووية.



ما يعنيه "ترامب" هو أن مبدأ "نزع السلاح النووي بشكل كامل وقابل للتحقق ولا رجعة فيه" سيمكن تنفيذه من خلال مفاوضات المتابعة إذا نجح الجانبان في بناء الثقة، رغم أن هذا المبدأ لم ينص عليه البيان المشترك.

"أوه كيونغ صوب 오경섭":
لإقامة علاقات جديدة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، فإن بيونغ يانغ عليها أن تتخذ خطوات أولية نحو نزع السلاح النووي بإخلاص. إذا تم استيفاء هذه الشروط، فإن الكوريتين والولايات المتحدة ستعلن عن نهاية للحرب الكورية من أجل إنهاء نظام الهدنة الذي استمر لمدة عقود. يمكن لكوريا الشمالية والولايات المتحدة الإعلان عن عدم الاعتداء المتبادل ووضع حد لعدائهما. وقد يتخذ الجانبان بعد ذلك خطوات لإنشاء مكاتب اتصال في واشنطن وبيونغ يانغ، أو تبادل ممثلي التجارة. وعندما يجتازان هذه العملية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية، فإن كوريا الشمالية والولايات المتحدة يتوقع أن تقيما علاقات ثنائية جديدة.



ويرى الخبراء أن الإعلان عن نهاية الحرب سوف يمهد الطريق لبناء الثقة المتبادلة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة بالتوازي مع التقدم في نزع الأسلحة النووية، وفي هذه الأثناء، قد يعقد قائدا البلدين قمة أخرى. وعندما سأل أحد الصحفيين "ترامب" عمّا إذا كان قد دعا "كيم" إلى البيت الأبيض، قال نعم. وهكذا انتهت قمة سنغافوره بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة مبشرة بعصر جديد من الأمل.

"نام صونغ أوك 남성욱":
أعتقد أن القمة ستساعد على طي تاريخ العداء الطويل بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة وحل القضايا دبلوماسيا. وهذه القمة مهمة من الناحية التاريخية، لأنها أخذت خطوة إلى الأمام لتحقيق نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية وتغيير البنية الأساسية للسياسة الدولية في شمال شرق آسيا، حيث دخل الجانبان مرحلة جديدة للتعامل مع المهام الصعبة، وأبرزها نزع السلاح النووي. لكن نظرا إلى أن الجانبين وقعا على وثيقة شاملة لا تتضمن التفاصيل، فقد يكون من الضروري عقد قمة ثانية وربما ثالثة، حيث إنهما بحاجة إلى بذل الكثير من الجهد لنزع السلاح النووي.



هكذا يبدو أن قمة سنغافوره أحدثت انفراجة في الأوضاع في شبه الجزيرة الكورية، لكنها تركت مهمة كان ينبغي التعامل معها.

"ترامب": نحن لن نجري الألعاب الحربية. أسميها ألعابا حربية وهي باهظة الثمن للغاية.



فيما يتعلق بالتدريبات العسكرية المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، قال "ترامب" إنه يعتقد أنه من غير المناسب القيام بمناورات حربية في الوقت الذي تجرى فيه مفاوضات مع كوريا الشمالية، كما أن وقف تلك التدريبات سيوفر المال.

"أوه كيونغ صوب 오경섭":
من بين النقاط الأربع في البيان المشترك، برزت كيفية تحقيق نزع السلاح النووي الكامل لكوريا الشمالية باعتبارها المهمة الأكثر أهمية، والتي ينبغي مناقشتها بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة. خلال عملية التفاوض، قد يظهر الجانبان وجهات نظر مختلفة على نطاق واسع ويمكن للنقاش أن يكون معقدا. ولذلك فإن كوريا الجنوبية تحتاج إلى الحفاظ على تعاون وثيق مع الولايات المتحدة حتى تتمكن واشنطن من الصمود في موقفها للدفع باتجاه نزع السلاح النووي الكامل لكوريا الشمالية. ومن الضروري أيضاً أن تشرح سيول ما تريده بيونغ يانغ بالضبط. يتعين على كوريا الجنوبية أن تلعب دورا الوسيط الأكثر نشاطا في تشجيع كل من كوريا الشمالية والولايات المتحدة على معالجة قضية نزع السلاح النووي بطريقة مناسبة، حتى يتم تحسين العلاقات بينهما وإنشاء نظام للسلام في شبه الجزيرة الكورية.



في جميع الأحوال، من المؤكد أن القمة أحدثت تغييرا كبيرا، فكوريا الشمالية والولايات المتحدة انطلقتا في رحلة كبيرة من أجل السلام، مخلفتيْن وراءهما العداء الذي دام لعقود طويلة. ويبقى الانتظار لنرى كيف ستتعاون الكوريتان والولايات المتحدة لتحقيق الهدف النهائي المتمثل في التوصل إلى السلام الدائم في هذه المنطقة المضطربة من العالم.
 
مرور شهر على القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة 2018-07-12
الكوريتان تعقدان أول مباريات لكرة السلة بينهما منذ 15 عاما 2018-07-05
محادثات الكوريتين حول ربط السكك الحديدية 2018-06-28
سيول وواشنطن تقرارن تجميد تدريباتهما العسكرية 2018-06-21
القمة التاريخية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة 2018-06-14