"أوه كيونغ صوب 오경섭" الباحث في معهد كوريا للتوحيد الوطني:
تعتبر هذه هي المرة الأولى خلال عشر سنوات التي تلتقي فيها الكوريتان لمناقشة التعاون في مجال السكك الحديدية. وكان الجانبان قد تعهدا سابقا بإجراء محادثات للسكك الحديدية خلال أواخر يونيو لمتابعة إعلان "بان مون جوم" الذي اتفق فيه الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" على أن تتخذ الكوريتان إجراءات عملية لربط وتحديث السكك الحديدية والطرق العابرة للحدود. وفي محادثات الثلاثاء، ترأس وفد كوريا الجنوبية نائب وزير النقل "كيم جونغ ريول"، بينما ترأس الجانب الكوري الشمالي نائب وزير السكك الحديدية "كيم يون هيوك"، وقد ناقش الجانبان عملية ربط وتحديث خطوط السكك الحديدية بين الكوريتين، ثم أصدرا بيانا مشتركا.

"أوه كيونغ صوب 오경섭":
في البيان الصحفي المشترك، اتفقت الكوريتان على إجراء دراسة مشتركة حول تحديث خطيْ السكة الحديدية "كيونغ أوي 경의" و"دونغ هيه 동해". وقررتا أن تبدأ الدراسة المشتركة يوم 24 يوليو في الجزء الشمالي من خط "كيونغ أوي"، من مدينة "كيسونغ" إلى مدينة "شين وي جو 신의주" الحدودية الشمالية الغربية. وتقرر إجراء دراسة جدوى أخرى للجزء الشمالي من خط "دونغ هيه" بين جبل "كوم كانغ" ونهر "تومين". كما اتفق الجانبان على ترتيب إجراءات عملية، بما في ذلك التصميم والبناء، لتحديث خطوط السكك الحديدية الكورية الشمالية قبل إقامة احتفال وضع حجر الأساس.

"أوه كيونغ صوب 오경섭":
في حالة ربط خطوط السكك الحديدية والطرق بين الكوريتين، فمن المرجح أن تقوم حكومة "مون جيه إين" بالسعي نحو تنفيذ مبادرة "الخارطة الاقتصادية الجديدة لشبه الجزيرة الكورية" بشكل جدي. ومن بين أبرز أهداف هذه المبادرة بناء شبكة مرور تربط بين مدينة "بوسان" الكورية الجنوبية والأراضي الروسية عبر كوريا الشمالية على طول الساحل الشرقي من شبه الجزيرة الكورية. وترسم الخارطة الجديدة طرقا أخرى للمواصلات، وحزاما صناعيا يمتد من مقاطعتي جولا في كوريا الجنوبية ثم منطقة العاصمة سيول وحتى مدينتيْ كيسونغ وشين وي جو في كوريا الشمالية، ووصولا إلى الصين. إن ربط السكك الحديدية بين الكوريتين سوف يرفع إمكانية تنفيذ هذه المشروعات الطموحة فعليا.

"أوه كيونغ صوب 오경섭":
ربط السكك الحديدية الغربية والشرقية سوف يتيح نقل الناس والمواد والبضائع حتى أوروبا على متن القطار. ولذلك من المتوقع حدوث تغيير كبير في الخدمات اللوجستية، على وجه الخصوص. في الوقت الحاضر، يستغرق الأمر 30 يومًا للانتقال من بوسان إلى موسكو بواسطة السفينة. لكن الأمر لن يستغرق سوى 14 يوما للسفر نفس المسافة بالقطار. الآن يستغرق الأمر حوالي شهرين لكي تستلم بوسان البضائع المستوردة من ألمانيا. لكن 35 يوما سوف تكون كافية في حالة ربط السكك الحديدية. كما يتطلب الأمر حوالي 800 دولار لنقل حاوية واحدة على متن سفينة من إنتشون إلى "نام بو" في كوريا الشمالية، لكن سوف يتم تخفيض التكلفة بنسبة 75%، أي حتى 200 دولار، عند استخدام خط السكك الحديدية "كيونغ أوي". وهكذا من المتوقع أن يؤدي ربط خطوط السكك الحديدية بين الكوريتين إلى تغيير ثوري في النقل والخدمات اللوجستية.

"أوه كيونغ صوب 오경섭":
من المنتظر أن تبدأ عمليات ربط السكك الحديدية بين الكوريتين فقط بعد أن ترفع الأمم المتحدة عقوباتها عن كوريا الشمالية. على افتراض رفع العقوبات، سوف يكون من الممكن فتح خط السكك الحديدية "دونغ هيه" في غضون أربع سنوات في أقرب وقت أو ربما 6 أو 7 سنوات، حسبما قال نائب وزير النقل الكوري الجنوبي. ومن الصعب القول بأن عملية الربط نفسها سوف تضمن التشغيل الفعلي للسكك الحديدية. فحتى بعد ربط خطوط السكك الحديدية بين الكوريتين، سيكون من الضروري فحص كيفية ضمان السلامة. وأيضا شبكة الطاقة ونظام الإشارات مختلفان في الجانبين. ولذلك ينبغي على الطرفين أن يعملا أيضا على هذا الجزء. وبالنظر إلى جميع هذه العوامل وغيرها، من المتوقع أن يستغرق الأمر ما بين أربع سنوات إلى سبع سنوات لإتمام ربط السكك الحديدية عبر الحدود.