بدأ العد التنازلي للقمة المرتقبة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة في سنغافوره. وقبيل انعقاد القمة التي يصفها البعض بـ"مفاوضات القرن"، يتحول الاهتمام إلى إمكانية الإعلان عن انتهاء الحرب الكورية.
"ترامب": تحدثنا عن إنهاء الحرب. كما هو معلوم، فإن هذه الحرب ظلت مستمرة، وهي تعتبر أطول حرب لحوالي 70 سنة، أليس كذلك؟
خلال اجتماعه مع المسؤول الكوري الشمالي "كيم يونغ تشول" في الأول من يونيو، أكد الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" على أن القمة مع الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" ستعقد كما هو مخطط لها، وتحدث أيضا عن إمكانية الإعلان عن انتهاء الحرب الكورية. اليوم نستضيف البروفسور "يانغ مو جين" الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية، ليقدم لنا المزيد من الشرح.
"يانغ مو جين 양무진" الأستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية:
يصادف هذا العام الذكرى 65 على توقيع اتفاقية الهدنة الكورية. انتهت الحرب الباردة في جميع أنحاء العالم، باستثناء شبه الجزيرة الكورية، حيث لا يزال هيكل المواجهة في الحرب الباردة قائماً. ورغم التوتر المستمر، تم الحفاظ على جو سلمي في المنطقة منذ يناير من هذا العام بعد مشاركة كوريا الشمالية في دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بيونغ تشانغ في كوريا الجنوبية في شهر فبراير. وكانت القمة بين الكوريتين في شهر أبريل بمثابة دليل للقمة القادمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة التي نأمل أن تسهل عملية نزع الأسلحة النووية من شبه الجزيرة الكورية وإقامة نظام للسلام. أعتقد أن القمة المرتقبة ستكون فرصة كبيرة لكوريا الجنوبية لوضع أساس للتوحيد السلمي، فقد ذكر "ترامب" احتمال إعلان انتهاء الحرب في اجتماع مع المبعوث الكوري الشمالي "كيم يونغ تشول"، مشيرا إلى أن الإعلان يمكن أن يتم خلال القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
تم توقيع هدنة الحرب الكورية بواسطة قيادة الأمم المتحدة، بقيادة الولايات المتحدة، مع كوريا الشمالية والصين يوم 27 يوليو 1953. والآن مر 65 سنة، لكن الكوريتين المنقسمتين تظلان من الناحية النظرية في حالة حرب. وفي حالة الإعلان عن انتهاء الحرب بعد القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، فإن الحرب الكورية التي استمرت لعقود سوف تنتهي. ورغم أن الإعلان عن نهاية الحرب ليس ملزماً قانونياً، لأنه اتفاق وليس معاهدة دولية، إلا أنه نظرا للسمات الجيوسياسية الفريدة لشبه الجزيرة الكورية، فمن المتوقع أن يؤدي مثل ذلك الإعلان إلى توطيد الثقة بين الكوريتين وأن يكون بمثابة حافز لإبرام معاهدة للسلام.
"يانغ مو جين 양무진":
أعتقد أن "ترامب" ذكر هذه القضية مباشرة لأنه يريد إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن الأسلحة النووية من خلال الإشارة إلى أنه يستطيع توفير ضمان أمني لها. لا توجد أي قواعد دولية بشأن كيفية إنهاء الحرب. لكن الخبراء يقدمون ثلاث طرق، هي: إعلان نهاية للحرب، والتوقيع على معاهدة سلام، وإقامة علاقات دبلوماسية. يمكن استخدام بعض الطرق الثلاث أو كلها. يبدو أن استراتيجية "ترامب" هي تنفيذ الطرق الثلاث بالترتيب، بينما تقبل كوريا الشمالية إعلان نهاية الحرب كخطوة أولى نحو ضمان أمن النظام. الإعلان مهم لأنه يمكن أن يخفف من المخاوف الأمنية لكوريا الشمالية ويسهل تقدم عملية نزع السلاح النووي. وإذا تم الإعلان خلال القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، فسيتم وضع أساس صلب لمعاهدة سلام وإقامة العلاقات الدبلوماسية بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
وفي هذا السياق، يتركز الاهتمام حاليا على ما إذا كان الرئيس الكوري الجنوبي "مون جيه إين" سوف يزور سنغافوره للانضمام إلى عملية الإعلان عن انتهاء الحرب.
"يانغ مو جين 양무진":
في الوقت الحالي، من الممكن الإعلان عن نهاية الحرب بحضور الرئيس "مون". وقد تم ذكر هذه القضية في إعلان "بان مون جوم" الصادر في ختام القمة بين الكوريتين في شهر أبريل، كما جرت مناقشتها بعمق في القمة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. أعتقد أن كلا من "ترامب" و"كيم جونغ أون" يشعر بالحاجة إلى ضرورة حل مشاكله بسرعة. وبالنظر إلى وجهات نظر الجانبين والتزام الرئيس الكوري الجنوبي القوي بالسلام، فإن الإعلان عن نهاية الحرب بين سيول بيونغ يانغ وواشنطن في سنغافوره يمكن أن يتحقق بالفعل.
من جانبه أقنع الرئيس "مون" الولايات المتحدة بضرورة الإعلان عن إنهاء الحرب كوسيلة لإنهاء العلاقات العدوانية مع كوريا الشمالية وتوفير ضمانات أمنية لها مقابل نزع أسلحتها النووية.
الرئيس"مون": آمل في الضغط من أجل إعلان إنهاء الحرب من خلال اجتماع ثلاثي يضم الولايات المتحدة والكوريتين، في حالة نجاح القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة.
لكن المراقبين يقولون إن هناك مهاما صعبة ينبغي التعامل معها. فقد أشارت الصين، وهي دولة أخرى موقعة على اتفاقية الهدنة الكورية، إلى رغبتها في المشاركة في مناقشات الإعلان عن نهاية الحرب. لذلك لا يزال من غير المؤكد متى وكيف سيتم ذلك الإعلان، وهل سيكون اتفاقا سياسيا أم معاهدة.
"يانغ مو جين 양무진":
إن الإعلان عن إنهاء الحرب هو نوع من الإعلان السياسي الذي يُظهِر الالتزام بإنهاء الحرب ويعرض المبدأ والتوجيه الأساسيين لتعزيز السلام في المستقبل. تشير تقارير إلى أن الرئيس "مون" يعتقد أن الإعلان يتعين أن يسير بالتوازي مع توقيع معاهدة سلام لتوفير ضمانة مؤسسية أقوى لإنهاء الحرب. ولهذا السبب ينص إعلان "بان مون جوم" على أن الكوريتين ستعلنان عن نهاية رسمية للحرب الكورية وتعملان باتجاه التوصل إلى معاهدة سلام خلال هذا العام. الإعلان عن نهاية الحرب سوف يكون أقل أهمية إذا تم النظر إليه بمعزل عن معاهدة السلام. ولتحقيق تسوية أكثر صلابة للسلام في شبه الجزيرة الكورية، ينبغي النظر في المفهومين معا.
في إعلان بان مون جوم، تبادل الرئيس "مون" والزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" وجهات النظر حول إمكانية أن يعلن الطرفان عن نهاية للحرب وتحويل اتفاقية الهدنة إلى معاهدة للسلام.
"ترامب": الصفقة الكبرى سوف تتم يوم 12 يونيو. نحن لن نوقع على شيء ما يوم 12 يونيو، لكننا سوف نبدأ في ذلك اليوم.
"ترامب" أكد على أن القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة سوف تكون البداية، مشيرا إلى أنه سيكون من الصعب حل كل القضايا في وقت واحد. ولذلك علينا الانتظار لنرى كيف ستكون تلك البداية نحو الإعلان الرسمي لإنهاء تلك الحرب المأساوية.
