تواجه القمة المرتقبة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، والمقرر لها يوم 12 يونيو القادم، صعوبات غير متوقعة. فقد قررت بيونغ يانغ فجأة تأجيل المحادثات عالية المستوى بين الكوريتين، وفي وقت لاحق أصدرت بيانا هددت فيه بإلغاء قمتها مع واشنطن.
ش1) "شين بوم تشول 신범철" الباحث في معهد آسان للدراسات السياسية:
أعتقد أن كوريا الشمالية والولايات المتحدة سوف تواصلان لعبة شد الحبل حتى موعد القمة بينهما. يبدو أن واشنطن عاقدة العزم على تحقيق نزع السلاح النووي الكامل لكوريا الشمالية، في حين تحاول كوريا الشمالية الحصول على أكبر قدر ممكن من الفوائد. النقطة المحورية هنا هي: هل سيتم الوفاء الكامل بنزع السلاح النووي، أم سيتم التوصل إلى حل وسط أقل مستوى؟ فقد جاءت الولايات المتحدة بفكرة نقل الأسلحة النووية الكورية الشمالية وغيرها من المواد ذات الصلة إلى موقع أمريكي في مرحلة مبكرة من نزع الأسلحة النووية. ولكن قد يستغرق الأمر قدرا كبيرا من الوقت في حالة استمرت عملية نزع السلاح النووي على مراحل، مثل التجميد والإعلان والتحقق والتفكيك. في هذه العملية، قد تظهر كوريا الشمالية تغييرات غير متوقعة.
أوضحت الإدارة الأمريكية أنها تستهدف "نزع السلاح النووي بشكل كامل" من كوريا الشمالية، بحيث لا يمكن لبيونغ يانغ أن تنتج أسلحة نووية في المستقبل. وقد حدد مستشار الأمن القومي الأمريكي "جون بولتون" عملية تنفيذ هذه الخطط بقوله.
"جون بولتون": إن تنفيذ القرار يعني التخلص من جميع الأسلحة النووية وتفكيكها، ونقلها إلى "أوك ريدج Oak Ridge"، كما تشمل إزالة الأسلحة النووية التخلص من قدرات تخصيب اليورانيوم والبلوتونيوم لإعادة المعالجة، إضافة إلى برنامج الصواريخ الباليستية.
هكذا، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى إلى إتمام نزع الأسلحة النووية لكوريا الشمالية بحلول عام 2020، وهو العام الأخير لولاية "ترامب" الرئاسية الأولى. وفي هذا السياق، وبالإضافة إلى الضغوط، قدمت الولايات المتحدة أيضًا شيئا آخر.
"مايك بومبيو": هذا يعني أن الأمريكيين قادمون، أمريكيون من القطاع الخاص، للمساعدة في بناء شبكة الطاقة في كوريا الشمالية، والمساعدة في تطوير البنية التحتية لكوريا الشمالية ومعالجة الاحتياجات الأساسية للشعب الكوري الشمالي حتى يتمكن من تناول اللحوم ويحصل على حياة صحية.
شدد وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" على أن كوريا الشمالية ستحصل على تعويضات اقتصادية تتجاوز رفع العقوبات في حالة تفكيكها الكامل لبرنامجها النووي.
"شين بوم تشول 신범철":
ربما لم تتوقع كوريا الشمالية أن واشنطن سوف تعمل على نزع الأسلحة النووية على الفور. في المقابل، قدمت الولايات المتحدة تعويضًا أكبر. كان من المتوقع على نطاق واسع أن ترفع الولايات المتحدة العقوبات الاقتصادية المفروضة على كوريا الشمالية مقابل اتخاذ كوريا الشمالية إجراءات نزع السلاح النووي. لكن الولايات المتحدة أعلنت عن إمكانيات الاستثمار الجريء بواسطة القطاع الخاص الأمريكي في كوريا الشمالية. هذا يعني أن واشنطن تطالب بنزع السلاح النووي بشكل مكثف وتتعهد بمستقبل مشرق لكوريا الشمالية في مقابل ذلك.
ولكن في غضون ذلك، قررت كوريا الشمالية تأجيل محادثات عالية المستوى بين الكوريتين كان من المقرر أن تعقد يوم الأربعاء 16 مايو.
"شين بوم تشول 신범철":
كسبب للقرار المفاجئ، ذكرت كوريا الشمالية تدريبات "ماكس ثاندر" الجوية بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. لكن كوريا الشمالية كانت تعرف مسبقا بهذه التدريبات المشتركة بين كوريا الجنوبية والولايات المتحدة. فقبل انعقاد القمة بين الكوريتين في أواخر أبريل، أعلنت كوريا الجنوبية عن أن فترة تدريبات "فرخ النسر" سوف تختصر إلى شهر واحد، وسوف يتم إجراء التدريبات الجوية في وقت لاحق. ولأنها كانت على علم تام بذلك، فقد التقى الزعيم الكوري الشمالي مع "بومبيو" مرتين. لذلك أعتقد أن كوريا الشمالية تختلق أعذارا فقط، وربما ترغب في أن تعبر بشكل غير مباشر عن استيائها من مطلب واشنطن بنزع السلاح النووي بشكل صارم.
والآن يتركز الاهتمام على تداعيات التحول المفاجئ في موقف كوريا الشمالية، بشأن عملية تفكيك موقع تجاربها النووية في "بونغ كيه ري" المقرر له الأسبوع القادم.
"شين بوم تشول 신범철":
أعتقد أن عملية تفكيك موقع "بونغ كيه ري" للتجارب النووية سوف تمضي قدما كما هو مخطط لها في الفترة من 23 إلى 25 مايو. وبفصله عن المحادثات بين الكوريتين، فإن الحدث يمثل رسالة مختلفة تجاه المجتمع الدولي تشير إلى التزام كوريا الشمالية بنزع السلاح النووي. ومع ذلك، فإن كوريا الشمالية سوف تجد صعوبة في قبول مطلب واشنطن بالكامل، نظراً لمصالحها الخاصة.
ظهرت على السطح مشكلة غير متوقعة قبل القمة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، وعلينا الانتظار لنرى كيف يمكن للجانبين حل خلافاتهما، والدور الذي يمكن أن تقوم به كوريا الجنوبية في هذا السياق.
