تشارك كوريا الشمالية والولايات المتحدة في موجة من الأنشطة الدبلوماسية خلال هذه الفترة التي تسبق قمتهما المرتقبة. فقد قام الزعيم الكوري الشمالي "كيم جونغ أون" بزيارة مفاجئة لمدينة "داليان" الصينية لعقد اجتماع مع الرئيس الصيني "شي جين بينغ"، بينما قام وزير الخارجية الأمريكي "مايك بومبيو" بزيارة ثانية لبيونغ يانغ. وقد قام الزعيم الشمالي بزيارة سرية إلى بكين بالقطار في مارس حيث عقد قمة مع الرئيس الصيني، ثم زار الصين مرة أخرى يومي 7 و8 من مايو. ومن النادر جدا أن يقوم زعيم كوري شمالي بزيارة للصين مرتين في فترة قصيرة كهذه.
البروفسور "كيم جون هيونغ 김준형" من كلية الدراسات الدولية في جامعة "هان دونغ" وعضو الفريق الاستشاري للجنة التحضيرية للقمة بين الكوريتين:
يقول البعض إن كوريا الشمالية تطلب المساعدة من الصين بسبب وجود مشكلة خطيرة في مفاوضاتها مع واشنطن، لكنني لا أعتقد ذلك. في الواقع، يبدو أن كوريا الشمالية لديها خطة أكبر في الاعتبار. فحتى إذا اقتربت كوريا الشمالية من الولايات المتحدة بعد القمة، فإنها يجب أن تسعى إلى دبلوماسية متوازنة بين بكين وواشنطن، بدلاً من إبعاد نفسها عن الصين، وهذا يعني أنها تريد أن تؤكد على أن الصين موجودة أيضا في الصورة الدبلوماسية المستقبلية لبيونغ يانغ. ويمكن تفسير الزيارة الأخيرة للزعيم الكوري الشمالي إلى الصين في هذا السياق.
قبل القمة الثلاثية بين كوريا الجنوبية واليابان والصين يوم 9 مايو، والقمة المرتقبة بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة، عقد قادة كوريا الشمالية والصين اجتماعا يوم 8 مايو لإظهار الصداقة التقليدية بينهما والتأكيد على التواصل الاستراتيجي. ويبدو أن ضغوط واشنطن على كوريا الشمالية دفعت الحليفين الشيوعيين إلى تعزيز التعاون الثنائي.
البروفسور "كيم جون هيونغ 김준형":
من الواضح أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر صرامة تجاه كوريا الشمالية. يبدو أن المسؤولين في الإدارة الأمريكية يضغطون على الرئيس "ترامب" حتى لا يتفاوض مع كوريا الشمالية بسهولة شديدة. بعبارة أخرى، هناك دعوات متزايدة داخل الولايات المتحدة لجذب المزيد من التنازلات من قبل كوريا الشمالية. في الواقع، رفعت واشنطن مطالبها من كوريا الشمالية إلى "التفكيك الدائم للأسلحة النووية، والقابل للتحقق ولا رجعة فيه"، وذكرت أيضا الأسلحة الكيميائية والبيولوجية وقضية حقوق الإنسان. هكذا تعتقد كوريا الشمالية أن الولايات المتحدة تطلب منها المزيد، ومن ثم زار الزعيم الشمالي الصين مرة أخرى ربما لاستخدام التحالف بينهما كنوع من التأمين.
من جانبها أظهرت كوريا الشمالية مرة أخرى التزامها الراسخ بنزع السلاح النووي، وأظهرت دبلوماسية متوازنة بين بكين وواشنطن. وفي أعقاب اجتماعه مع الزعيم الشمالي، ناقش الرئيس الصيني قضايا شبه الجزيرة الكورية هاتفيا مع نظيره الأمريكي.
"ترامب": أعلن اليوم أن الولايات المتحدة سوف تنسحب من الاتفاق النووي الإيراني.
في الثامن من مايو، أعلن "ترامب" عن قراره بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران. ويقول المحللون إن الإعلان عن ذلك قبل القمة مع كوريا الشمالية سيؤثر على المفاوضات بين الجانبين.
البروفسور "كيم جون هيونغ 김준형":
هناك آراء متباينة حول التأثير المحتمل لقرار "ترامب" بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، على مفاوضاته مع كوريا الشمالية، فقد تملصت الحكومة الأمريكية الحالية من القرار الذي اتخذته الحكومة السابقة. ولذلك فإن نتيجة المفاوضات مع كوريا الشمالية قد تواجه نفس المصير. ومن ثم يقول البعض إن قرار واشنطن الأخير سيؤثر سلباً على مفاوضاتها مع كوريا الشمالية. ولكن يتوقع البعض الآخر أن بيونغ يانغ وواشنطن قد تتوصلان إلى اتفاق حول نزع السلاح النووي لأن ترامب يمارس ضغوطا أكبر على كوريا الشمالية وبينما يوجد اختلافات كبيرة في التوقعات، فإن كوريا الشمالية لا تهتم بالاتفاق النووي مع إيران.
هكذا يبدو أنه من غير المرجح أن يؤثر الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي مع إيران سلبا على مفاوضات واشنطن مع كوريا الشمالية. وفي أثناء الإعلان عن القرار في مؤتمر صحفي، أدلى "ترامب" بإعلان مفاجئ آخر.
"ترامب": في الواقع، في هذه اللحظة بالذات، الوزير "بومبيو" في طريقه إلى كوريا الشمالية للتحضير لاجتماعي القادم مع "كيم جونغ أون".
ومع زيارة "بومبيو" الثانية لكوريا الشمالية، من المرجح أن تختتم بيونغ يانغ وواشنطن مناقشاتهما للتحضير للقمة بينهما.
البروفسور "كيم جون هيونغ 김준형":
أشارت بعض التقارير إلى إن أول زيارة قام بها "بومبيو" إلى كوريا الشمالية أدت إلى نتائج كبيرة رغم أنه لم يتم الكشف عن تفاصيلها حتى الآن. وخلال تلك الزيارة كانت هناك توقعات بأن تقبل كوريا الشمالية جزءاً كبيراً من مطالب واشنطن بشأن التفتيش النووي. وقد زار "بومبيو" الشمال مرة أخرى ربما لضبط القضايا الأخرى، بما في ذلك عملية تفكيك الأسلحة النووية وتحديد تاريخ ومكان القمة بين الجانبين.
من جانبها قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الهدف من زيارة "بومبيو" الثانية لكوريا الشمالية هو وضع اللمسات الأخيرة على جدول أعمال القمة المرتقبة بين الجانبين. وبناء على نتائج هذه الزيارة، ستعلن الولايات المتحدة عن موعد ومكان القمة.
