توفي الدكتور "جونغ سو إيل" مدير المعهد الكوري لدراسة التبادل الحضاري والأستاذ السابق في جامعة دان غوك الكورية أمس الثلاثاء عن عمر يبلغ 91 عاما.
وقد اشتهر الدكتور "جونغ" بما مارسه من أعمال تجسسية في كوريا الجنوبية لصالح كوريا الشمالية باسم "محمد كانسو".
وقد وُلد "جونغ" في منطقة "لونجيغ" الصينية، وهاجر إلى كوريا الشمالية في الستينيات من القرن الماضي، ليتدرب هناك على التجسس. كما سافر إلى لبنان وتونس وبابوا غينيا الجديدة وماليزيا والفلبين، وحصل على الجنسيتين اللبنانية والفلبينية.
وفي عام 1984، دخل "جونغ" كوريا الجنوبية تحت ستار أنه باحث فلبيني يحمل اسم "محمد كانسو"، وعمل أستاذا في جامعة دان غوك حتى اعتقاله في عام 1996 بتهمة التجسس.
وكانت المجلة الأسبوعية الأمريكية "نيوزويك" قد وصفت الدكتور "جونغ" بأنه عالم عبقري من المؤسف أن يعيش في عصر انقسام شبه الجزيرة الكورية، وأنه سلطة عالمية في التبادلات الثقافية.
وكان مجال "جونغ" أبحاث تاريخ التبادل بين حضارات الشرق والغرب، بما في ذلك طريق الحرير، ليصبح مرجعا عالميا في تاريخ وأنثروبولوجيا الشرق الأوسط.
وخلال فترة حياته اللاحقة، ترك الدكتور "جونغ" العديد من الإنجازات العظيمة في الترجمة والكتابة، وحصل على درجة الدكتوراه من جامعة دان غوك بفضل معرفته الواسعة بالثقافة الإسلامية وطلاقته في اللغة العربية.
وفي أثناء إجراء البحوث وتوجيه الطلاب كأستاذ للتاريخ، تم اعتقاله واتهامه من قبل وكالة الأمن القومي في كوريا الجنوبية في عام 1996، وبعد ذلك تأكدت جريمة التجسس فقضى عليه بالسجن 4 سنوات.
وتقديرا لسلوكه المثالي في السجن وإنجازاته وأنشطته البحثية، تم إلغاء الحكم عليه بالإعدام في عام 2000 وحلص على عفو في عام 2003.
وقد قام الدكتور "جونغ" بتأليف أكثر من 20 كتبا خلال الثلاثين عاما الماضية، بما في ذلك "تاريخ التبادلات بين الحضارات القديمة"، و"طريق الحرير طريق الحضارة"، و"موسوعة طريق الحرير".