عقد أمس الأربعاء منتدى "التحديات الصحية والرعاية الطبية في شبه الجزيرة الكورية" في جامعة كوريا في العاصمة سيول، حيث ألقى البروفسور "لي يون هان" كلمة شرح فيها نتائج بحث أجراه حول متوسط العمر المتوقع للمواطنين في الكوريتين، وقال إن السبب في اتساع الفجوة بين متوسط الأعمار في الكوريتين خلال العقود الثلاثة الماضية يرجع أولا إلى زيادة عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض المزمنة في كوريا الشمالية.
وأشار إلى أن متوسط العمر المتوقع بين الكوريتين كان متقاربا حتى عام 1990، إلا أن الفجوة اتسعت بشكل كبير بين متوسط العمر المتوقع في الجنوب ونظيره في الشمال لتصل إلى 10 أعوام في عام 2019، ثم إلى 11 عاما مؤخرا، موضحا أن السبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى استمرار زيادة عدد حالات الوفاة الناجمة عن الأمراض المزمنة في كوريا الشمالية، على الرغم من انخفاض معدلات وفيات الأطفال والوفيات الناتجة عن الأمراض الوبائية لديها، مقارنة بفترة التسعينيات من القرن الماضي.
وأضاف أن نتائج أبحاثه تشير إلى أنه من غير الممكن سد هذه الفجوة بالاعتماد فقط على التعاون في المجال الصحي، أو مجرد المساعدات الخارجية، بما في ذلك المساعدات الكورية الجنوبية، حيث يتوجب وضع استراتيجية تشمل القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كوريا الشمالية من أجل سد تلك الفجوة.
ومن ناحية أخرى، قدم البروفسور "كيم شين غون" نتائج بحث أجراه على الحالة الصحية للمنشقين الكوريين الشماليين، حيث تبين له أنهم كانوا عرضة للأمراض المزمنة بسبب ولادتهم ونموهم في ظروف فقيرة.
ومن جانبه شدد وزير التوحيد "كوان يونغ سيه" على أن الحكومة الكورية الجنوبية لن تتوقف عن جهودها الهادفة إلى تحسين الأوضاع الإنسانية للسكان في كوريا الشمالية، وقال إن المسؤولية الأكبر عن هذه الأوضاع تقع على عاتق السلطات الكورية الشمالية، لكن حكومة الرئيس "يون صوك يول" تعهدت بالاستمرار في بذل الجهود الهادفة إلى تحسين الأوضاع الإنسانية في الشمال بغض النظر عن التطورات السياسية والعسكرية.
وحث الوزير "كوان" السلطات الكورية الشمالية على التعاون مع كوريا الجنوبية في مجالات الصحة والرعاية الطبية رغم توتر العلاقات بينهما حاليا.