اجتمع وزيرا التجارة الكوري الجنوبي والأمريكي اليوم في العاصمة الكورية "سيول"، حيث ناقشا القضايا التجارية الراهنة بما في ذلك قانون تخفيض التضخم وقانون الشرائح لدعم إعادة إنتاج أشباه الموصلات في الولايات المتحدة.
وصرحت وزارة الصناعة والتجارة والطاقة الكورية بأن الوزير "آن دوك كُن" التقى بنظيرته الأمريكية "كاثرين تاي" التي تزور سيول حاليا لحضور اجتماع منطقة المحيطين الهندي والهادئ في الدورة الثانية من مؤتمر قمة الديمقراطية، وأنهما أجريا تلك المباحثات، التي تعد الأولى من نوعها منذ حوالي عام و4 أشهر، أي منذ الاجتماع الأخير الذي عقد في شهر نوفمبر من عام 2021.
وطلب الوزير الكوري من نظيرته الأمريكية وضع آراء الحكومة والشركات الكورية في الاعتبار، حتى لا يتم فرض أعباء مفرطة على الشركات الكورية بسبب الإرشادات التفصيلية وأحكام حواجز الحماية الخاصة لطلب الدعم في الاستثمار في مرافق إنتاج أشباه الموصلات التي كان الولايات المتحدة قد أعلنت عنها.
يشار إلى أن صناعة أشباه الموصلات الكورية تبدي خوفا من تسرب التقنيات بعد أن أعلنت الحكومة الأمريكية يوم 27 من هذا الشهر عن تعليمات تلزم الشركات الراغبة في الحصول على معونات الاستثمار في أشباه الموصلات بالتقدم بمعلومات عن النسب المئوية للمنتجات المعيبة، وهو ما يعد من الأسرار التشغيلية لتلك الشركات.
وقال الوزير الكوري إن البلدين أحرزا تقدما في تخفيف حالة الغموض نتيجة للمشاورات الوثيقة بينهما عبر قناة التشاور الكورية الأمريكية الخاصة بقانون تخفيض التضخم وغيرها من قنوات الحوار رفيعة المستوى، وطلب من الجانب الأمريكي استيعاب موقف الشركات الكورية بشكل خلال تنفيذ الأحكام الفرعية للقانون، كما طالب بتعزيز مرونة تنفيذ المادة 232 من قانون التوسع التجاري الأمريكي الخاصة بالحديد والصلب، واستمرار التعاون في تخفيض الكربون في قطاع الحديد والصلب.
وكانت الحكومة الكورية قد أبرمت اتفاقا مع حكومة الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" تنص على تقييد حجم الصادرات الكورية من الصلب بدلا من فرض 25% كضريبة جمركية على تلك الصادرات، لكن حكومة الرئيس الحالي "جو بايدن" قررت إلغاء الضريبة الجمركية على كميات معينة من تلك الصادرات مع الاتحاد الأوربي واليابان اللذين لم يبرما أي اتفاق بشأن نظام الحصص، وهو ما أدى إلى مطالبة الحكومة الكورية إلى إعادة المفاوضات ذات الصلة.
وفي المقابل، أعربت وزيرة التجارة الأمريكية عن الموقف الأساسي بأن الإدارة الأمريكية سوف تتعاون عن كثب مع الجانب الكوري فيما يتعلق بالقضايا التجارية الرئيسية.
وخلال المباحثات اتفق الوزيران أيضا على ضرورة الخروج بنتائج من مفاوضات الإطار الاقتصادي لمنطقة المحيطين الهادي والهندي، والتعاون الفعال في إعداد قواعد شاملة في مجال التجارة، وإصلاح منظمة التجارة العالمية.