تعقد الكوريتان محادثات رفيعة المستوى لليوم الثالث على التوالي في قرية الهدنة "بان مون جوم"، من أجل تخفيف حدة التوتر العسكري الحالي بينهما.
وقد بدأ رئيس مكتب الأمن القومي برئاسة الجمهورية الكورية الجنوبية "كيم كوان جين" ووزير التوحيد "هونغ يونغ بيو" الجولة الثانية من المحادثات في الساعة الـ3:30 من بعد ظهر أمس السبت مع مسؤولين رفيعي المستوى من كوريا الشمالية، في مقدمتهم مدير المكتب السياسي للجيش الشعبي "هوانغ بيونغ سو"، وسكرتير حزب العمال الحاكم "كيم يانغ غون".
وقد استمرت المحادثات طوال الليل وحتى صباح اليوم الاثنين هلى مدار حوالي 17 ساعة متواصلة، حيث حاول الجانبان إيجاد مخرج للمواجهة الحالية في المنطقة منزوعة السلاح.
وطالب الوفد الكوري الجنوبي بأن تعتذر بيونغ يانغ عن حادث انفجار الألغام الأرضية مؤخرا وقصفها المدفعي عبر الحدود، بينما طالب الوفد الكوري الشمالي أن توقف سيول بثها الدعائي في المنطقة منزوعة السلاح، والذي كان الجيش قد أعاد تشغيله لأول مرة منذ 11 عاما، ردا على حادث انفجار الألغام الأرضية في أوائل شهر أغسطس الحالي.
كما بحث الجانبان مجموعة واسعة من القضايا خلال الاجتماع، شملت برنامج لم شمل الأسر المفرقة بين الكوريتين، ورفع عقوبات 24 مايو التي فرضتها كوريا الجنوبية على كوريا الشمالية، واستئناف الرحلات السياحية إلى منتجع جبل كوم كانغ.
وكان الجانبان قد بدءا المحادثات أول من أمس السبت، في أول اجتماع رفيع المستوى منذ نحو عام ونصف، وتواصل الاجتماع طوال ساعات الليل على مدار حوالي 10 ساعات، حيث بدأ الاجتماع بعد ساعة تقريبا من موعد نهائي وضعته كوريا الشمالية وتعهدت فيه بالقيام بعمل عسكري مالم توقف كوريا الجنوبية حربها النفسية.
وكانت الكوريتان قد تبادلتا الخميس الماضي القصف المدفعي في المنطقة العازلة المحصنة، حيث قامت كوريا الشمالية بإطلاق قذائف مدفعية في محاولة لتدمير مكبرات الصوت التي تبث دعاية مضادة لها عبر الحدود من قبل الجيش الكوري الجنوبي.
يذكر أن كوريا الشمالية قد قامت في تمام الساعة الرابعة من عصر الجمعة الماضية باقتراح إجراء اجتماع بين مدير مكتب الأمن القومي الكوري الجنوبي "كيم كوان جين" والمسؤول الشمالي "كيم يانغ غون" الذي عينته بيونغ يانغ ليكون مسؤولا عن شؤون الكوريتين، لكن سيول ردت بعد ساعتين من ذلك باقتراح أن يشمل الاجتماع "هوانغ" الذي يعتبر الرجل الثاني في هيكل السلطة في كوريا الشمالية. وفي صباح أول من أمس السبت اقترحت كوريا الشمالية شكل المباحثات الحالي، والذي وافقت عليه سيول.